الجمعة، 27 يونيو 2008

الحرية: ولاية قفصة تحقق الكمال بنقلة نوعية _الرديف تتبع جنوب افريقيا_



ولاية قفصة
الارتقاء بمؤشرات التنمية وتحقيق نقلة نوعية في مختلف القطاعات

«الحرية» لطيفة جفال

تعتبر التنمية الجهوية احدى ركائز العمل التنموي ضمن خيارات تونس التغيير وقد تجسد ذلك عبر مختلف البرامج والمشاريع القطاعية الجهوية التي تندرج في اطار مقاربة شاملة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار الجهة الداخلية كقطب تنموي نشيط يساهم في تحقيق الاهداف الوطنية وبناء تونس الغد.
وضمن هذا التمشي تندرج العناية الرئاسية الفائقة بالولايات الداخلية عبر ادراجها في اطار ثوابت الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية والهادفة الى تأمين مقومات نمو متوازن وشامل من شأنه ان يسهم في دعم قدرات مختلف المناطق بما يعزز استقطاب الاستثمار ويوفر مواطن الشغل ويرفع باطراد مستوى عيش المواطنين بشكل جلي.وهو ما تجسد بولاية قفصة التي حظيت المسيرة التنموية بها باهتمام رئاسي على مدى السنوات الماضية عبر تعهدها بالدعم والاثراء من اجل آفاق اوسع للنماء والرفاه.
فقد بلغت الاستثمارات الجملية على امتداد مسيرة التغيير الاصلاحية بالجهة حوالي 2118م.د منها 1574م.د في القطاع العمومي اما مساهمة الاستثمارات في القطاع الخاص فبلغت بـ 544م.د
وشهدت الولاية منذ عقدين من الزمن انجاز مشاريع ريادية في مختلف القطاعات بما في ذلك البنية الاساسية والتجهيزات العمومية والفلاحة والصناعة وقد بلغت الاستثمارات العمومية في القطاع الفلاحي 272م.د مكنت من تطوير المساحات الزراعية والمسالك الفلاحية وحماية الاراضي والحفاظ على الموارد المائية وحسن استغلالها وتعبئتها، وبفضل مختلف الاستثمارات تمت تعبئة 77٪ من الموارد المائية المتوفرة بالجهة وانجاز عديد السدود بكل من ام الاقصاب وام العرائس والقصر.

توسيع المناطق السقوية

حظيت الجهة بانجاز مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بالحوض المنجمي بكلفة تناهز 46م.د واستهدف 2400 منتفع ومكن هذا المشروع من اعادة تهيئة 1000 هكتار من المناطق السقوية ودعم المسالك الفلاحية وكهربة الآبار العميقة وغراسة الاشجار المثمرة ودعم الانتاج الحيواني. كما استفادت ولاية قفصة من مشروع الاقتصاد في مياه واحات الجنوب الذي مكن من تهيئة 8 واحات على مساحة جملية قدرها 3467هك.
وفي اطار المشاريع الرئاسية الرائدة حظيت الجهة باستثمارات اضافية قدرت بحوالي 92م.د منها قرابة 34م.د تم اقرارها في المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 6 سبتمبر 2007 والتي تضمنت بالخصوص مشاريع تهم انجاز الطريق الحزامية لمدينة قفصة وتهيئة المسالك الفلاحية وتوسعة المنطقة الصناعية بقفصة واحداث عدة آبار عميقة وتأهيل المركب الرياضي 7 نوفمبر.

تهيئة الطرقات

هذا وقد مكنت الاستثمارات العمومية في مجال تطوير البنية الاساسية للنقل والتي بلغت 197م.د من انجاز المطار الدولي القصر بكلفة 6م.د وتهيئة 260 كلم من الطرقات المرقمة وبناء 3 جسور وتعبيد المسالك الفلاحية، فقد تحققت للجهة عدة انجازات ومشاريع تواترت بشكل مطرد فاسهمت في تحسين مقومات العيش وضاعفت من مواطن الشغل ونوعت القاعدة الاقتصادية هذا دون التوقف عند الكم الهائل من الانجازات على مستوى التجهيزات الجماعية والموارد البشرية من خلال احداث جامعة قفصة والقطب الجامعي الذي يحتوي على 8 مؤسسات جامعية واحداث 38 مدرسة اعدادية او معهد ثانوي وتحديث جهاز التكوين المهني وتوسيع المستشفى الجهوي بقفصة. واحداث المركب الرياضي 7 نوفمبر وتعشيب 5 ملاعب اخرى وبناء قاعة مغطاة.

امتيازات استثمارية

وعلى مستوى الاستثمار في القطاع الخاص ومنذ بواكير التغيير اتجهت الجهود للنهوض بالمبادرة الخاصة عبر ادراج كامل معتمديات ولاية قفصة ضمن مناطق التنمية الجهوية ذات الاولوية بما يمكنها من الحصول على امتيازات الاستثمار، كما تم افراد عدة معتمديات بامتيازات خصوصية منها منحة استثمار تناهز 25٪ من كلفة المشروع.
وفي اطار دفع نسق احداث المشاريع بالجهة تم تنظيم ايام شراكة وتظاهرة الاربعاء لاحداث المشاريع تمخضت عنها تشخيص 88 مشروعا باستثمارات جملية قاربت 137م.د ساهمت في توفير حوالي 3465 موطن شغل.
وتتواصل الانجازات والمشاريع في اطار الخطة التنموية خلال المخطط الحادي عشر من اجل دفع التشغيل وتنويع القاعدة التنافسية وتدعيم اقتصاد المعرفة بحجم استثمارات جملية قدرت بـ 851 م.د في القطاع العمومي منها 370م.د في القطاع الخاص.
المناطق الصناعية

وفي اطار توسيع شبكة المناطق الصناعية تتمتع ولاية قفصة بمنطقتين صناعيتين تمتد المنطقة الصناعية بالعقيلة على 12 هكتارا وتمسح المنطقة الصناعية بالمتلوي قرابة 9 هكتارات وقد تم انجازهما خلال السنوات الاخيرة مما ساهم في استقطاب اليد العاملة ودفع المنظومة الاستثمارية بالجهة. كما انه من المنتظر ان تتم توسعة هاتين المنطقتين الصناعيتين في اطار مشروع رئاسي يهدف الى تكثيف الوحدات الصناعية بها وجلب المستثمرين وتنويع الاختصاصات الصناعية وارساء نسيج مؤسساتي قادر على استيعاب التحولات التنموية النوعية حسب خصوصية المنطقة.

شبكة هامة من المؤسسات الصناعية

واضافة الى ذلك تتوفر بالجهة عدة فضاءات صناعية في اطار شبكة هامة من المؤسسات الصناعية منها 6 فضاءات بمنطقة العقيلة بقفصة الجنوبية و4 وحدات تنتصب بجهة المتلوي منذ 2003 تمسح كل واحدة منها قرابة 1200م2 كما يستقطب الفضاء الصناعي بالمظيلة عددا هاما من اليد العاملة وهو مستغل من طرف شركة مختصة في صناعة الملابس ويمتد على مساحة 1500م2 وكذلك وحدة صناعية مختصة ايضا في الملابس الجاهزة تنتصب بقفصة الجنوبية. وتتواصل الاشغال لتهيئة عدة فضاءات صناعية اخرى ستكون جاهزة في الاشهر القليلة القادمة بكل من برج العكارمة وام العرائس والرديف والرديف 2 والمتلوي والمتلوي 2 وقفصة الجنوبية.
تشخيص الطاقات المتوفرة

وتهدف مختلف هذه المشاريع الى الارتقاء بمؤشرات التنمية وتنويع القاعدة الاقتصادية بالجهة وتعزيز انفتاحها وتطوير الاستثمار الخاص بها، اضافة الى الجهود المبذولة في اطار تشخيص الطاقات المتوفرة في مجال المواد الانشائية وتنمية السياحة البيئية والثقافية مما يعطي دفعا نوعيا لحركية التنمية والاستثمار بها.
فقد وفرت الدولة رصيدا هاما من الانجازات على امتداد العشريتين الاخيرتين وهيأت الارضية المناسبة لاقامة المشاريع وفق امكانيات مبرمجة وميزانية ذات اهداف محددة في اطار القطاع العمومي، اما الرهان الاكبر فيتمثل في الترفيع في مساهمة الاستثمار الخاص لتصل الى 63.5٪ من القيمة الجملية للاستثمارات على المستوى الوطني مع نهاية المخطط الحادي عشر للتنمية، وهو رهان وطني تقوم فيه التنمية الجهوية بدور هام من خلال تكثيف المشاريع وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار بالجهات الداخلية والحدودية.
مشاريع جديدة

وفي هذا الاطار اثمرت الجهود المبذولة لجلب الاستثمار الخاص بولاية قفصة عدة مشاريع استثمارية جديدة سيتم تركيزها قريبا، اذ يقع الاعداد حاليا لانتصاب 4 شركات تعمل في اطار المناولة مع شركة «بنيتون» العالمية شركتين منها بالمتلوي وشركتين بقفصة، كما تولت شركة كارفور اقتناء فضاء تجاري وانتدبت 130 عاملا منهم 40 من حاملي الشهادات العليا. كما انه من المنتظر اقامة عدة مشاريع جديدة في اطار نوايا استثمار بالجهة وتتمثل في مشروع فلاحي لغراسة الزياتين على مساحة الف هكتار بأم العرائس ومعمل لصناعة الآجر الخفيف بالقطار ومعمل لصناعة العلف للدواجن بالمظيلة ومعمل لصناعة الحديد والفولاذ بالمظيلة.
وفي اطار جلب الاستثمار الاجنبي واقامة مشاريع الشراكة بالجهة من المنتظر اقامة فضاء صناعي جديد تابع للمجمع الياباني البرتغالي Yazak لصنع الكوابل والذي يمكن ان يستوعب حوالي 2500 عامل، هذا اضافة الى مشروع آخر للمجمع التركي للنسيج المتمثل في بعث مشروع لصناعة النسيج.
وبداية من شهر اكتوبر 2008 ستنطلق شركة اخرى للنسيج والخياطة في فتح مصانع بكل من الرديف وأم العرائس وبرج العكارمة.

رصيد هام من الاجراءات

وتندرج الاستثمارات في القطاع الخاص في اطار التوجه الى استقطاب المناطق الداخلية لمشاريع متنوعة انطلاقا من رصيد هام من الاجراءات والامتيازات الهادفة الى تفعيل الاستثمار الخاص من خلال توفير مختلف الآليات الضرورية من بنية تحتية وتكوين مراكز اعمال واقطاب تكنولوجية، وعدة برامج للتشجيع على بعث المشاريع والانتصاب للحساب الخاص.
وفي اطار الخطة الوطنية لدفع التشغيل وبعث المشاريع بلغ عدد المنتفعين بولاية قفصة بعنوان سنة 2008 ـ 9064 منتفعا منهم 1765 من اصحاب الشهائد العليا.
اما عدد المنتفعين من مختلف الاجراءات والمشاريع ضمن القرارات الرئاسية لدعم المسيرة التنموية فبلغ 5053 منتفعا، وتتمثل اساسا في المنتدبين بمراكز النداء بولاية قفصة وانتداب ابناء عمال بشركة فسفاط قفصة الذين توفوا بحوادث الشغل والحضائر والمناولة الممولة من قبل شركة فسفاط قفصة .
وبهذا يكون العدد الجملي للمنتفعين 14117 منهم 2146 من حاملي الشهادات العليا، وقد حظيت المعتمديات المنجمية ام العرائس والرديف والمتلوي والمظيلة بـ 9625 منتفعا منهم 1284 من حاملي الشهادات العليا.

مشروع بناء سد على الوادي الكبير بكلفة تقدّر بـ 19 م.د.

تضاعفت في السنوات الأخيرة المشاريع التنموية الكبرى في قطاعي الفلاحة والصناعة بولاية قفصة التي حظيت باهتمام رئاسي كبير على غرار مختلف ولايات الجمهورية، وفي اطار دعم القطاع الفلاحي وتثمين الموارد المائية واستغلالها في توسيع المساحات الزراعية، من المنتظر الانطلاق في أشغال بناء سد على الوادي الكبير بالجهة اضافة الى برمجة حفر عدّة آبار عميقة من أجل استغلالها في تشجير عديد المناطق الفلاحية واحياء أراض بما يسهم في تحقيق الاستفادة لـ250 فلاحا تقريبا.
ويهدف مشروع بناء السد على الوادي الكبير الى الرفع من مؤشر التحكم في مياه السيلان بالجهة من 60٪ حاليا الى 90٪ من الكميات المتاحة والمقدّرة سنويا بحوالي 80 مليون متر مكعب.

تأمين الرّي الفلاحي

تبلغ تكلفة هذا المشروع المائي الهام بـ19 مليون دينار. ومن المنتظر أن يسهم هذا الانجاز في احياء وري قرابة 5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية لفائدة 250 فلاحا اضافة الى تدعيم الموارد المائية لتأمين ري 4500 هك من المناطق المروية العمومية منها والخاصة والمهيأة خاصة للواحات.
ومن المبرمج أن ينطلق العمل في انجاز هذه المنشأة المائية مع حلول السنة المقبلة ممّا يعزز التغذية الاصطناعية للمائدة المائية الجوفية بحوض قفصة الشمالي وشحنها بحوالي 10 ملايين متر مكعب في السنة مع تأمين استغلال منتظم لمياه الشرب والرّي سيما وأن مخزون حوض قفصة الشمالية يؤمن تزويد المدينة والمناطق المجاورة لها بمياه الشرب اضافة الى ريّ أكثر من 6 آلاف هكتار من المناطق المروية بواسطة شبكة من الآبار العميقة والسطحيّة وشبكات الرّي.

شبكة من الآبار

وحسب الدراسة المنجزة لهذا المشروع فإن هذا السد سيساهم أيضا في حماية مدينة قفصة من الفيضانات الناجمة عادة عن ارتفاع منسوب مياه وادي بيّاش. اضافة الى مشروع سد وادي الكبير فإنه سيتم في هذا الصدد تهيئة وتجهيز 10 آبار استكشافية باعتماد جملي قيمته مليون و800 ألف دينار اضافة الى تهيئة أربعة آبار استغلال ببعض مناطق الأحياء الفلاحية بالجهة بقيمة 860 ألف دينار.

ليست هناك تعليقات: